باكستان تحذر من تصاعد الانتهاكات ضد الأطفال في غزة وكشمير

باكستان تحذر من تصاعد الانتهاكات ضد الأطفال في غزة وكشمير
الأمم المتحدة- أرشيفية

أدانت باكستان أمام مجلس الأمن الدولي، الخميس، ما وصفته بـ"الزيادة الوحشية" في أعمال العنف الموجهة ضد الأطفال في مناطق النزاعات خلال عام 2024، مشددة على أن الأطفال الذين يعيشون تحت الاحتلال الأجنبي هم الأكثر عرضة للانتهاكات الجسيمة والممنهجة، وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ خطوات فورية وجادة لضمان حماية هؤلاء الأطفال وضمان حقوقهم الأساسية.

وأوضح مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عاصم افتخار، في كلمته أمام المجلس المؤلف من 15 دولة، أن العام الماضي شهد معدلات قياسية لانتهاكات حقوق الطفل، تاركًا "عددًا لا يحصى من الصغار مشوهين أو جوعى، أو محترقين، أو مجمدين حتى الموت، أو يعانون من سوء تغذية حاد"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية "أسوشيتد برس أوف باكستان"، اليوم الخميس.

وسلط تسليط الضوء على معاناة الأطفال في غزة التي تمزقها الحرب المستمرة، وكذلك في إقليم كشمير الخاضع لسيطرة الهند، باعتبارهم من بين الفئات الأكثر تضررًا من الاحتلال والعنف، مشيرًا إلى أن هذا العنف لا يتوقف عند حدود القتل والتشويه، بل يمتد ليشمل الحرمان من التعليم والرعاية الصحية والبيئة الآمنة.

أرقام مروعة من تقرير أممي

وثق تقرير حديث صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة أكثر من 41,370 انتهاكًا جسيمًا ضد الأطفال في عام 2024، ما يمثل زيادة صادمة بنسبة 25% مقارنة بالعام 2023. 

واعتبر التقرير أن هذه الزيادة غير المسبوقة تعكس فشل المجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات في مناطق النزاع، وعلى رأسها فلسطين وكشمير والسودان وسوريا واليمن.

وتتضمن هذه الانتهاكات ست فئات رئيسية حددها البروتوكول الخاص بالأمم المتحدة، وهي: القتل، والتشويه، والاعتداء الجنسي، وتجنيد الأطفال، والهجمات على المدارس والمستشفيات، وحرمان الأطفال من وصول المساعدات الإنسانية.

مطالب بتحرك دولي

دعا السفير افتخار مجلس الأمن إلى تجاوز البيانات الخطابية، واتخاذ إجراءات ملموسة وفعالة لمساءلة الدول والقوى التي تنتهك حقوق الأطفال تحت الاحتلال أو في مناطق النزاع، مؤكدًا أن تجاهل هذه الجرائم يقوض مصداقية النظام الدولي بأكمله.

واعتبر افتخار أن "الاحتلال الأجنبي يولّد بيئة خصبة لانتهاكات حقوق الإنسان، وأن الأطفال يصبحون فيها أولى ضحاياه وأكثرهم هشاشة". كما أكد أن حالة الإفلات من العقاب هي أحد الأسباب الجوهرية في استمرار دوامة العنف، مطالبًا بتفعيل آليات المحاسبة في مجلس الأمن والجمعية العامة.

وتعاني غزة من حصار إسرائيلي خانق استمر لسنوات، تفاقم مع الحرب الأخيرة التي دخلت شهرها التاسع، حيث تشير تقديرات أممية إلى أن أكثر من نصف سكان القطاع من الأطفال يعيشون اليوم دون مياه نظيفة، أو غذاء كافٍ، أو مأوى آمن، مع مئات القتلى وآلاف الجرحى، إضافة إلى إصابات مزمنة في البصر والسمع والحركة.

أما في كشمير فتواجه المنطقة منذ عقود توترات مستمرة بين الهند وباكستان، ويتعرض الأطفال فيها لأشكال متعددة من القمع، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية، والتجنيد القسري، والحرمان من التعليم بفعل الإغلاق المتكرر للمدارس، وفق تقارير منظمات حقوقية دولية.

دعوة لحماية الطفولة

شددت باكستان في ختام مداخلتها على ضرورة أن يتحول مجلس الأمن إلى صوت حقيقي للطفولة العالمية، بدلًا من أن يبقى رهينة المصالح السياسية للدول الكبرى، مؤكدة أن "إنقاذ الأطفال من ويلات الحروب ليس ترفًا دبلوماسيًا، بل مسؤولية قانونية وأخلاقية نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية